المغرب ينعم بالاستقرار والأمن بفضل ذكاء الشعب ونضج القوى السياسية
مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة الحل الوحيد لخدمة السلام بالمنطقة
تحتضن مدينة مراكش طيلة يومي الاثنين والثلاثاء 26 و27 أكتوبر أشغال الاجتماع السنوي لأجهزة الاتحاد الديمقراطي الدولي بتقديم عروض سياسية لممثلي الدول الحاضرة،وكانت أشغال هذا المؤتمر الدولي الهام،انطلقت صبيحة يوم الاثنين بالكلمة الافتتاحية للأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الذي ترأس أشغال هذا الاجتماع، عرض فيها التجربة الديمقراطية المغربية والتطورات التي عرفتها الساحة السياسية الوطنية انطلاقا من دستور 2011 .
وذكر الأخ حميد شباط الأخ خلال افتتاح أشغال اللجنة التنفيذية للاتحاد الديمقراطي الدولي بالأدوار التي لعبها حزب الاستقلال طيلة ثمانية عقود،مبرزا أن الحزب كان له دور مهم في تطور الوضع السياسي المغربي منذ 1934،بعد توقيع عهد الحماية بين فرنسا و المغرب سنة 1912،موضحا أن المستعمر دخل المغرب عن طريق اتفاقية وليس عن طريق القوة،معتبرا أن المغرب كان دائما دولة قوية و متماسكة بدليل أن الدولة العثمانية بقوتها و جبروتها لم تتمكن من استعمار المغرب الذي كان يسمى ٱنداك الدولة الشريفة .
و أكد الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال كان الحزب الوحيد الذي قاد الحركة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي و الاسباني من أجل تحرير الوطن،حيث أن الاتفاقية التي أبرمها المستعمر سنة1912 كانت بهدف تقسيم المغرب من أجل السيطرة عليه،معتبرا أن مجموعة من مناضلي و مناضلات حزب الاستقلال قدموا مجموعة من المطالب المشروعة باسم الشعب المغربي و التي كانت ترتكز على نقطتين أساسيتين أولا تحرير الوطن من بطش المستعمر و ثانيا تطبيق الديمقراطية و العدالة الاجتماعية .
وعن المدن التي مازالت مستعمرة من طرف اسبانيا،أكد الأخ حميد شباط أن المغرب و اسبانيا تربطهما علاقات تاريخية كبيرة و مصالح اقتصادية مهمة،حيث إن اسبانيا هي شريك اقتصادي فعال بالنسبة للمغرب،وبالتالي يمكن للمغرب و اسبانيا إيجاد حل توافقي يرضي الطرفين لحل هذا الإشكال .
وأوضح الأخ الأمين العام أن بعض المدن ” المغتصبة ” في الصحراء الشرقية كتيندوف و حاسي بيضة وكولوم بشار ضلت إلى سنة 1952 تابعة لعمالة أكادير،و قدمت البيعة لملوك المغرب منذ حوالي 12 قرن إلى اليوم .
و اعتبر الأخ الأمين العام أن الديمقراطية مبدأ أساسي لحزب الاستقلال،حيث إن الحزب عقد مؤتمرا للشبيبة الاستقلالية مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله،بمدينة فاس سنة 1956 حيث طالب خلاله الزعيم و مؤسس الحزب علال الفاسي الشبيبة بمواصلة الدفاع عن وحدة الوطن و استرجاع المدن التي مازالت تحت وطأة المستعمر،و بالتالي فحزب الاستقلال ناضل من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و كانت له مواقف تاريخية في القضايا الكبرى التي شهدها المغرب .
و قال الأخ الأمين العام إن المسيرة الخضراء المظفرة تعتبر نموذجا حقيقيا للوطنية الصادقة،بحيث أن المغرب تمكن من تحرير أراضيه المغتصبة عبر مسيرة سلمية دون اللجوء إلى الحرب و الاقتتال .
و أوضح الأخ حميد شباط أن مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة هو الحل الوحيد الذي بإمكانه خدمة السلام الداخلي و الوحدة الترابية التي جعلت من الشعب المغربي نموذجا يقتدى به على مستوى العالم العربي،مؤكدا أن المغرب هو واجهة شمال إفريقيا بفضل الاستقرار الذي ينعم به،على عكس بعض الدول العربية الأخرى التي أغرقت في الأزمة والفوضى وإراقة الدماء و السياسات اللاشعبية،عوض الإنصات إلى نبض الشعوب والالتزام بالحوار الجاد بين مختلف الأطراف والإقدام على تنفيذ الإصلاحات السياسية العميقة ،مضيفا أن بعض الدول العربية مازالت تعاني من مشاكل عديدة ،تجعل من السياسة العربية لا ترقى إلى نموذج السياسات الاجتماعية المتبعة في أوروبا و أمريكا، ولذلك هناك خصوصيات مهمة يجب التعامل معها بحذر .
وأكد الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال أن المسلسل الديمقراطي في المغرب يتطور بشكل إيجابي خاصة بعد دستور 2011،حيث ينعم المغرب بالاستقرار والأمن بفضل ذكاء الشعب ونضج القوى السياسية،على عكس الأوضاع المتأزمة التي تشهدها بعض الدول العربية ،وهو ما جعله وجهة للاستثمارات الأجنبية،وكذلك وجهة للاستثمارات على مستوى إفريقيا عن طريق الشراكة و التشارك و تفعيل مبدأ ” رابح رابح ” رغم أن هذه القارة لازالت تتطلب تنمية كبرى و شاملة .
و في الختام أشار الأخ الأمين العام على أن المغرب هو بلد التسمح و التعايش الديني و سيبقى داعما أساسيا لكل الدول العربية الشقيقة من أجل تحقيق الديمقراطية و الازدهار والتقدم .