عبدالرحمان نداء : الحكومة مرغت كرامة المواطن المغربي عبر قراراتها المجحفة
عبدالعزيز العزابي: تفاقم الأزمة الاقتصادية بسبب اجتهادات الحكومة في الهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين وإرضاء المؤسسات المالية الدولية
فتيحة الصغير: الحكومة الحالية لعب بالنار في أكثر من محطة و كادت أن تعصف بالاستقرار السياسي والسلم الاجتماعية
نظم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، يوم السبت 1 ماي 2016 ، أكبر تظاهرة لفاتح ماي بمناسبة تخليد اليوم العالمي للطبقة الشغيلة بمدينة فاس، حيث ترأس الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والكاتب العام السابق للاتحاد العام، تجمعا خطابيا كبيرا بالمقرالجهوي قرب ساحة لا فياط ، وقد انطلقت التظاهرة ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا وجابت،وجابت الشوارع الرئيسية للمدينة قبل أن تنتهي عند نقطة الانطلاق في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال .
وقد حضر للتجمع الجماهير الحاشد، بالإضافة إلى القيادة الجهوية والمحلية للاتحاد العام إلى جانب ممثلي فروع حزب الاستقلال ومنظماته الموازية، وتناوب على منصة الخطابة كل من الأخ عبدالرحمان نداء عضو المكتب الإقليمي للاتحاد العام وعبدالعزيز العزابي الكاتب الجهوي للاتحاد العام ،والأخت فتيحة الصغير الكاتبة الوطنية لمنظمة المرأة الشغيلة وتوج المهرجان بالكلمة التي ألقاها الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال.
وتناول الكلمة في البداية الأخ عبدالرحمان نداء عضو المكتب الإقليمي للاتحاد العام، مبرزا أن الله تعالى كرم الإنسان ،وأن الكرامة هي النبراس الحقيقي لمعرفة مدى تقدم أو تخلف الشعوب، إلا أن هذه الحكومة مرغت كرامة المواطن المغربي عبر قراراتها المجحفة، متسائلا أين كرامة الإنسان مع إجهاز الحكومة على القدرة الشرائية للمواطنين، وأين هي الكرامة أمام إضرار الحكومة بمكتسبات وحقوق الطبقة الشغيلة، وأين هي الكرامة مع تسبب الحكومة في ارتفاع البطالة والفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وتدخل الأخ عبدالزيز العزابي الكاتب الجهوي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب،مؤكدا على أهمية وحدة صف الحركة النقابية وتلاحمها وتضامنها من أجل تحقيق مطالب الطبقة الشغيلة،وصيانة مكتسبات الشعب المغربي، مجددا رفض كل السياسات الحكومية اللاشعبية التي تهديف إلى التفقير والتجويع، مبرزا مواصلة الكفاح لترسيخ بناء المجتمع الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم ، وتمتيع الطبقة الشغيلة بحقوقها كاملة غير منقوصة.
وأوضح الأخ العزابي أن الأربع سنوات الأخيرة عرفت تفاقم الأزمة في جميع المجالات، بسبب اجتهادات الحكومة في الهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين وإرضاء المؤسسات المالية الدولية ،مؤكدا أن معاناة الطبقة الشغيلة تفاقمت من جراء الزيادة في أسعار المواد الأساسية، وتجميد الأجور، والإجهاز على الحقوق النقابية،وتدني خدمات القطاعات الاجتماعية في الصحة والتعليم.
وجدد الأخ العزابي الموقف الثابت لنقابة الاتحاد العام بخصوص القضية الأولى للشعب المغرب،المتعلقة بالوحدة الترابية،مبرزا استرخاص الغالي والنفيس من أجل التصدي لجميع المؤامرات التي تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا الإخلاص الكامل لهذه القضية والوفاء لشهدائها، والتعبئة وراء جلالة الملك لاستكمال مسيرة البناء والتشييد.
وتناولت الكلمة الأخت فتيحة الصغير ، مبرزة أن فاتح ماي لسنة 2016 يحل في جو كئيب تشوبه مقاربة متناقضة بين شعب كله طموح متعطش لتنمية حقيقية في إطار دستور جديد وسع من صلاحيات من يريد الخير لهذا البلد من جهة، وبين حكومة عاجزة، تبين بعد أكثر من أربع سنوات أنها باعت الأوهام للمغاربة، وتحملت مسؤولية دون تعداد برنامج قابل للتنزيل والتقييم من جهة أخرى.
وأكدت الأخت الصغير إن الطبقة الشغيلة اليوم لا تحتفل بفاتح ماي بل تنتحب بسبب خمس سنوات عجاف قضت على القدرة الشرائية، فأصبحت تعيش فقرا مزمنا لا مفر منه رغم الظروف الملائمة التي استفادت منها الحكومة وكان الأجدر أن تنعكس إيجابياتها على كل المغاربة .
وقالت الأخ الصغير إن فاتح ماي لهاته السنة له طابع خاص لأنه لم يعد يفصلنا عن الانتخابات التشريعية سوى أسابيع قليلة، حيث وجب على الجميع الاستعداد لها والعمل على كسب رهانها، لأنه لم يعد مقبولا أن تصبح الطبقة الشغيلة رهينة مسؤولين لا يتوفرون على الكفاءة اللازمة لخلق الثروة وضمان التوازنات الماكرو اقتصادية في المغرب، مسؤولون يعتمدون على الحلول السهلة عبر الاستدانة والتراجع عن المكتسبات وإغلاق باب الحوار والتشاور وعدم الالتزام بقرارات ونتائج حوارات سابقة والتنكر لمبدأ الاستمرارية .
وذكرت الأخت الصغير أن الحكومة الحالية لعبت بالنار في أكثر من محطة وكادت أن تعصف بالاستقرار السياسي والسلم الاجتماعية لولا يقظة المركزيات النقابية الممثلة للشغيلة التي تحملت نتائج أخطاء تدبيرية جمة من وزراء حكومة الشكلاطة والكراطة وغيرهما.
إن المركزيات النقابية وعلى رأسها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب خرجت في عدة محطات نضالية تصاعدية لتدق ناقوس الخطر حول الوضعية المزرية للطبقة العاملة ولكل المغاربة معبرة عن استيائها الكبير إثر السياسات اللا اجتماعية للحكومة الممتثلة للصناديق الدولية المانحة واختارت حلول مشاكلها على حساب الطبقة العاملة المتوسطة والفقيرة متنكرة لكل الاقتراحات الإيجابية لتخطي أزمة مفتعلة مثل تلك المتعلقة بصناديق التقاعد وملف الأساتذة المتدربين والأطباء وغيرها..
وأضافت الأخت الصغير أن وضعية المرأة ازدادت هشاشة في غياب ممنهج لإنزال مناصفة طال انتظارها، فلازالت العقبات تحول دون وصول المرأة إلى مراكز المسؤولية والقرار، ولا زال القطاع غير المهيكل لصيقا بالمرأة، ولا زالت المرأة تتعرض لكل أشكال العنف اللفظي والجسدي ولا زالت ظروف عملها بعيدة كل البعد عن شروط الصحة والسلامة المهنية،مؤكدة أنه لا شيء غير الإنخراط القوي في المركزيات النقابية، يحمل أمل إعطاء المرأة حقها لتكون نصف مجتمع قوي اقتصاديا وسياسيا.
ودعت الأخت الصغير إلى العمل والتعبئة من أجل تقوية وإعادة الثقة في العمل النقابي الجاد بعد أن اجتهدت الحكومة في تمييعه عن طريق إبعاد المركزيات وغياب الحوار وتشجيع الحركات والتجمعات والتنسيقيات المستقلة ، مبرزة أن الانخراط القوي والكبير للعمال والعاملات يقوي ويدعم المركزيات ويوسع صلاحياتها للدفاع عن الحقوق والحفاظ على المكتسبات : فالنقابة القوية لا يطرد عمالها ولا يسجن مناضلوها ظلما ولا تغلق أبواب معامل منخرطيها.
وذكرت الأخت الصغير أن الحكومة خلال الحوار الأخير أبت إلا أن تستمر معاقبة ومعاناة الطبقة الشغيلة، عبر اقتراحاتها البعيدة كل البعد عن مطالب الشغيلة المشروعة ، مؤكدة أن هذه الحكومة تتحمل نتائج كل الإخفاقات لأنها اختارت الأذن الصماء،مبرزة أن الحكومة الحالية فاقدة لأهلية التعاون والتشارك التي تعتمدها نقابة الاتحاد العام .
وأوضحت الكاتبة الوطنية لمنظمة المرأة الشغيلة أمنظمة المرأة الشغيلة ،وهي تحتفل بالعيد الأممي للطبقة الشغيلة فإنها تعبر عن تشبثها بالوحدة الترابية مؤكدة تواجد المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها رغم كيد الكائدين، وتندد بشدة بموقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي زاغ عن حياد منصبه خادما أجندة من استرزقوا واغتنوا على حساب ملف صحرائنا الحبيبة ، كما تعلن تضامنها المطلق مع كل نساء العالم وخاصة في بعض الدول العربية الشقيقة التي عاشت حروبا زادت وضعية المرأة تأزما وفقرا .