شارك الأخ الأمين العام في الدورة الثالثة للجامعة الصيفية المنظمة من طرف الاتحاد العام للشغالين في المغرب و الجامعة الحرة للتعليم تحت شعار ” الثقة في المستقبل ”، خلال أيام 27 و28 و29 غشت، بالمركب الاجتماعي و الثقافي مولاي حفيظ القادري بطريق إيموزار.
و خلال الكلمة التوجيهية التي ألقاها الأخ الأمين العام، أكد أن المقر الجديد للاتحاد العام للشغالين بطريق إيموزار هو إضافة نوعية للنقابة ، مبرزا أن هذا المقر تمخض عن فكرة تحولت بفضل إرادة و عزيمة وتضامن بعض المناضلين و المحسنين إلى حقيقة وإنجاز كبير لفائدة مناضلي الحزب والنقابة على حد سواء .
و توجه الأخ الأمين العام بالشكر للمكتب التنفيذي للجامعة الحرة للتعليم و على رأسهم الأخ يوسف علاكوش، على مجهوداتهم المتواصلة وحرصهم على توطيد العلاقات بين المناضلين والمناضلات عبر اللقاءات التواصلية ،المنضوية تحت لواء الحركة النقابية و حزب الاستقلال .
و عن الجدل القائم بين ما هو سياسي و نقابي في المغرب، أوضح الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال أوجد التوازن بين ما هو نقابي وسياسي منذ أن أسس الاتحاد العام للشغالين في المغرب حيث شارك فيها المهنيون و الحرفيون، وعلماء خريجو جامعة القرويين، لإعطاء الأهمية لتنظيم الحرف .
و أشار الأخ الأمين العام أن الاتحاد المغربي للشغل العام للشغالين كانت أول نقابة ساهمت في تأسيس الحركة الوطنية ، و التي أسسها حزب الاستقلال ، موضحا أن الحركة النقابية تم استهدافها مباشرة بعد الاستقلال إلى جانب الأحزاب الوطنية و على رأسها حزب الاستقلال ، الذي دافع عن حق كل مواطن عبر ظهير الحريات العامة سنة 1958، في اختيار توجهاته السياسية و التعدد النقابي .
وأبرز الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال أسس نقابة الاتحاد العام للشغالين على ثلاث مرتكزات أساسية ، الأول يهم ” الأرض لم يحرثها ” على اعتبار أن المغرب هو بلد فلاحي بالدرجة الأولى و إعطاء الأهمية للمنتوج الفلاحي هو أمر ضروري، أما المرتكز الثاني فهو ” المعامل للعمال ” و ذلك عبر مشاركة العمال في المجالس الإدارية والاجتماعات السنوية للرفع من الجودة والمردودية، أما المرتكز الثالث فهو ” الحكم للشعب ” و الذي يجمع بين ما هو نقابي وما هو سياسي ، عبر انتخابات ديمقراطية و نزيهة ،يعبر فيها الشعب بكل إرادة و بدون توجيه أو تحكم .
وأوضح الأخ الأمين العام أن المعركة ضد التحكم و التسلط و الاحتلال الفكري و الثقافي لازالت مستمرة ، مبرزا أن الحفاظ على ثقافتنا و هويتنا يتطلب منا التضامن وتوحيد الصفوف للفوز بهذه المعركة التي لازالت قائمة من الاستقلال إلى اليوم ، مؤكدا أن الشعب الذي لا يعترف بهويته و تاريخه لا يمكن أن يتطور .
و انتقد الأخ الأمين العام العمل النقابي خلال هذه الولاية الحكومية مشيرا إلى أن الأوضاع الاجتماعية و السياسية التي يعيشها المغرب ”كارثية ” و خير مثال على ذلك ما حدث مع الصندوق الوطني للتقاعد ، حيث إن الحركة النقابية لم تظهر بتلك القوة المعهودة للدفاع عن حقوق المواطنين و الوقوف في وجه القرارات السياسية الجارفة التي تساهم في الاحتقان الاجتماعي و تأزيم الأوضاع .
و أورد الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال يعي تماما خطورة المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المغرب و التي ستتسبب، على المدى القريب، في خلق أزمة سياسية خانقة ، موضحا أن البرنامج الانتخابي للحزب يقوم بشكل أساسي على إيجاد حلول عملية لهذه المشاكل بكافة مستوياتها، وإعادة ”الكرامة ” لكل المواطنين المغاربة حيث إنها الشعار الأساسي الذي سيحمله الحزب خلال انتخابات 7 أكتوبر لمحاربة كل أشكال التحكم الاستغلال وإفادة الاعتبارات لكرامة المواطن و حقه في العيش الكريم و العدالة الاجتماعية ، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال دافع على هذه المبادئ مند تأسيسه .
و قال الأخ الأمين العام أن من بين أولويات حزب الاستقلال خلال الاستحقاقات المقبلة هو العامل الاجتماعي ، عبر توفير التغطية الصحية و تحسين المداخيل والرفع من نسبة الأجور و القضاء على الديون للحفاظ على المؤسسة العمومية ، خصوصا التعليم و الصحة.
و في الختام أكد الأخ الأمين العام أن التعبئة أمر ضروري لمواجهة المد الخطير الذي يهدد استقرار الوطن ، موضحا أن الانتخابات التشريعية أكثر تعقيدا من استحقاقات 4 شتنبر، حيث أي تراجع في مجال الديمقراطية سيؤثر بشكل مباشر على المواطن و خصوصا الطبقة الاجتماعية الفقيرة ، و بالتالي يجن الحرص على تنزيل المبادئ الديمقراطية بدون تقصير كما نص على ذلك الدستور المغربي .