الكلمة التوجيهية للأمين العام لحزب الاستقلال في المجلس الوطني للجامعة الوطنية للفلاحة

        الريع السياسي والنقابي كان السبب الرئيسي للتشتت والتمزق  الذي تعرضت له الحركة النقابية  

التحكم نجح في سياسة فرق تسد وأصبح هو الأخر يتوفر على نقابة بين ليلة وضحاها

            تحديات المحطة الراهنة في حاجة إلى القادة القادرين على مناهضة الظلم والطغيان وليس إلى الأتباع  والمريدين

تميز المجلس الوطني العادي للجامعة الوطنية للفلاحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،يوم السبت 14 نونبر 2015، بالمركز العام لحزب الاستقلال بالرباط، بحضور الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي ألقى كلمة توجيهية بالمناسبة رصد من خلالها مكامن الخلل،ومكامن القوة بالحركات النقابية بالمغرب، بالإضافة لدعوته للحركات النقابية للعب الدور المنوط بها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
وقال الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، إن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حافظ على وحدتهم،ولكن عموما الحركات النقابية تأثرت بكثرة الانشقاقات التي حصلت بها،معتبرا أن السبب الرئيسي لهذه الانشقاقات كامن في الريع السياسي والنقابي والاقتصادي،والذي أصبح سيناريو ومسلسل يتكرر باستمرار قوامه تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العمومية للمواطنين، حيث أمست النقابة في بعض الأحيان  مجرد أداة تهديد لإرضاء الخواطر والتحصل على ترقية أو مراكز مهمة داخل العمل،وان لم يحدث المبتغى يتم الانشقاق من النقابة ويذهب لإنشاء نقابة أخرى،وهو العمل الذي يكسر ويقزم من فعالية الحركات النقابية بالمغرب.
وأكد الأخ حميد شباط أن هذه المشاكل المعقدة التي يعاني منها الجسم النقابي المغربي،يمكن حلها اليوم،بضخ دماء جديدة،تستفيد من تجربة قيدومي العمل النقابي،مضيفا أن الحركة النقابية تستلزم  جيل جديد يعمل على تطويرها،لأن  الشباب لم  يغرقوا بعد في ديون المنزل و”ايكدوم” و”كريدور”،وفي الاقتراض من أجل تعليم أبنائهم في القطاع  الخاص بعدما تم ضرب المدرسة العمومية في مقتل.
واعتبر الأخ حميد شباط أن العمل النقابي يعيش فتورا قاتلا، ويجب أن يفيق من سباته، لأن الدور الذي كانت تلعبه النقابة أصبحت جمعيات المجتمع المدني تنوب عنها فيه،مبرزا أن الجمعيات أصبحت  لها الجرأة في مناهضة الغلاء في الأسعار، في حين أن النقابة لم تعد قادرة على فعل ذلك، موضحا أن هناك ملفا كبيرا وخطيرا  كـ”التقاعد”  تلوح الحكومة ب”إصلاحه” منفردة ،مع هضم حقوق العمال والموظفين ،ولكن النقابات لم تتخذ حتى الآن أي قرار شجاع.
وشدد الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال،على أن اليوم الذي تم فيه إقرار الاقتطاع في أيام الإضراب، ذهبت الحركة النقابية في مهب الريح،مبرزا أن التحكم نجح في سياسة فرق تسد، وأصبح هو الأخر يتوفر على نقابة بين ليلة وضحاها، مؤكدا أن الوقت قد حان من أجل أن يحمل مشعل الكفاح، الخلف من الشباب والشابات القادرين على العطاء،وعلى النضال من أجل الملفات العادلة للطبقة الشغيلة والقضايا الكبرى للوطن،مبرزا أن محطة  اليوم بتحدياتها ورهاناتها،في حاجة إلى القادة القادرين على مناهضة الظلم والطغيان وليس تفريخ الأتباع  والمريدين .
وابرز الأخ حميد شباط أن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،حققت مجموعة من المكاسب للشغيلة المغربية،منذ أن كان حزب الاستقلال داخل الحكومة السابقة والتي من ضمنها الزيادة في الأجور والترقيات والحصيص،والتي لم يتحقق ولو جزء بسيط منها  في ظل ما يقع حاليا للطبقة العاملة بالمغرب،معتبرا أن الحزب لم يسوق لهذه المكاسب المحققة لأنه يعتبر مصلحة الوطن فوق كل مساومات.
ودعا الأخ حميد شباط الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،لمواكبة الموجة الإعلامية الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي،والعمل على تطوير التواصل بين مختلف المتدخلين بالنقابة بكافة تلاوينها،مؤكدا أن التواصل مهما جدا وهو حلقة الوصل التي تذوب الفوارق والخلافات،وتساعد على خلق جو من التنسيق والتكامل، مهنئا كافة مناضلي نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب،على العمل المضني والجبار الذي يقومون به من أجل مصلحة الطبقة الشغيلة،ومن أجل مصلحة الوطن والمواطنين.
وتحدت  الأخ حميد شباط عن خطر الإرهاب الذي يهدد العالم بأسره وتعتبر المنطقة العربية من أكبر المناطق تضررا منها،معبرا عن تضامنه مع الشعب الفرنسي،والحكومة الفرنسية كاتحاد عام للشغالين بالمغرب،وكحزب الاستقلال، مبرزا أن ما حدث خطير، ويعتبر كارثة تعرض لها العالم، حيث اهتزت العاصمة الفرنسية باريس ،مساء يوم الجمعة 13 نونبر 2015،على وقع انفجارات متتالية شنها ثمانية ارهابيين، مؤكدا أن جميع المغاربة ضد الارهاب،وضد التطرف، ومع السلم والسلام .